فصل: (سورة البقرة: آية 215):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{أَمْ} عاطفة منقطعة مقدرة ببل، وهمزة الاستفهام محذوفة، والمعنى: بل أحسبتم، والاستفهام للتوبيخ والإنكار {حَسِبْتُمْ} فعل وفاعل {أَنْ تَدْخُلُوا} أن حرف مصدري ونصب وتدخلوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل {الْجَنَّةَ} مفعول به على السعة، وأن وما بعدها في تأويل مصدر سد مسد مفعولي حسبتم {وَلَمَّا} الواو حالية ولما حرف نفي جازم {يَأْتِكُمْ} فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف حرف العلة والكاف مفعول يأتكم {مَثَلُ} فاعل يأتكم {الَّذِينَ} مضاف إليه {خَلَوْا} فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الذين {مِنْ قَبْلِكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بخلوا {مَسَّتْهُمُ} مسّ فعل ماض والتاء تاء التأنيث الساكنة والهاء مفعول به {الْبَأْساءُ} فاعل {وَالضَّرَّاءُ} عطف على البأساء، والجملة مستأنفة لا محل لها، كأن قائلا قال: كيف كان ذلك المثل وما هي ما هيته؟ فقيل: مستهم البأساء، ولك أن تجعلها تفسيرية، وعلى كل حال لا محل لها من الاعراب {وَزُلْزِلُوا} الواو عاطفة وزلزلوا فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على مستهم {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} حتى حرف غاية وجر ويقول فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والرسول فاعل {وَالَّذِينَ} عطف على الرسول {آمَنُوا} الجملة لا محل لها لأنها صلة الذين {مَعَهُ} الظرف المكاني متعلق بآمنوا {مَتى نَصْرُ اللَّهِ} متى اسم استفهام في محل نصب ظرف على الظرفية الزمانية والظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم ونصر اللّه مبتدأ مؤخر والجملة في محل نصب مقول القول: {أَلا} أداة استفتاح وتنبيه {إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} أن واسمها وخبرها والجملة مستأنفة.

.[سورة البقرة: آية 215]:

{يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)}.

.الإعراب:

{يَسْئَلُونَكَ} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل والكاف مفعول به {ما ذا} تقدّم القول في ماذا فيجوز أن نعربها اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لينفقون، ويجوز إعراب ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وذا اسم موصول في محل رفع خبر والجملة في محل نصب مفعول مقدم لينفقون، وجملة يسألونك مستأنفة مسوقة للاستفهام عن المال المنفق ومصرفه.
قالوا: والسائل عمرو بن الجموح، وكان شيخا ذا مال، فسأل النبي صلى اللّه عليه وسلم ماذا ينفق؟ وعلى من ينفق؟ وهذا كله في صدقة التطوع {يُنْفِقُونَ} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل والجملة في محل نصب مفعول ثان ليسألونك {قُلْ} فعل أمر وفاعله والجملة مستأنفة مسوقة لبيان الجواب عن السؤال، {ما أَنْفَقْتُمْ} ما شرطية في محل نصب مفعول به مقدم لأنفقتم وأنفقتم فعل في محل جزم فعل الشرط وفاعل، والجملة مقول القول: {مِنْ خَيْرٍ} الجار والمجرور في محل نصب حال {فَلِلْوالِدَيْنِ} الفاء رابطة لجواب الشرط والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي فهو للوالدين، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط {وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} كلها معطوفة على الوالدين {وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} تقدم إعرابها في الآية السابقة.

.الفوائد:

قاعدة عامة لإعراب أدوات الشرط:
من، ما، مهما: إن كان فعل الشرط يطلب مفعولا به فهي منصوبة محلا على المفعولية، وإن كان لازما أو متعديا استوفى مفعوله فهي مرفوعة محلا على الابتداء.
حيثما في محل نصب ظرف زمان.
متى، أيان، أين، أنى في محل نصب ظرف زمان.
كيفما في محل نصب حال من فاعل الشرط.
أي بحسب ما تضاف إليه.

.[سورة البقرة: آية 216]:

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)}.

.الإعراب:

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ} كتب فعل مبني للمجهول وعليكم متعلقان بكتب، والقتال نائب فاعل، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان مشروعية القتال. ومعنى كتب فرض، والفرض إما عين إذا دخل العدو البلاد، وإما فرض كفاية إذا كان العدو ببلاده {وَهُوَ} الواو حالية وهو مبتدأ {كُرْهٌ} خبر {لَكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بكره، والجملة الاسمية بعد واو الحال في محل نصب على الحال {وَعَسى} الواو استئنافية وعسى فعل ماض جامد لانشاء التّرجّي وهي هنا تامة، وذلك مطرد في عسى واخلولق وأوشك إذا وليتها أن {أَنْ تَكْرَهُوا} أن وما في حيزها في تأويل مصدر فاعل عسى {شَيْئًا} مفعول به {وَهُوَ} الواو حالية وهو مبتدأ {خَيْرٌ} خبر {لَكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بخير والجملة الاسمية بعد الواو في محل نصب حال. وهنا مشكلة نعرض لها في باب الفوائد {وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} تقدم إعرابها {وَاللَّهُ} الواو استئنافية واللّه مبتدأ {يَعْلَمُ} فعل مضارع وفاعل مستتر والجملة خبر المبتدأ {وَأَنْتُمْ} الواو عاطفة وأنتم مبتدأ {لا تَعْلَمُونَ} لا نافية وتعلمون فعل مضارع والواو فاعل والجملة خبر أنتم.

.البلاغة:

في الآية الطباق بين الحب والكره وبين كره وشرّ، ويسمى حينئذ مقابلة وقد تقدم بحثها.

.الفوائد:

يشكل في الآية مجيء الحال من النكرة بغير شرط من شروطها المعروفة، ولذلك جنح بعض المعربين إلى إعراب الجملة وهي {وهو خير لكم} صفة لشيئا، وإنما دخلت الواو على الجملة الواقعة صفة لأن صورتها صورة الحال، فكما تدخل الواو عليها حالية تدخل عليها صفة، وذلك ما أجازه الزمخشري في قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} وسترد في مكانها.

.[سورة البقرة: الآيات 217- 218]:

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)}.

.الإعراب:

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ} جملة مستأنفة لا محل لها من الاعراب مسوقة لبيان حكم القتال في الشهر الحرام، وهو رجب، ويسألونك فعل وفاعل ومفعول به، والجار والمجرور متعلقان بيسألونك، والحرام صفة {قِتالٍ} بدل اشتمال من الشهر {فِيهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لقتال، ووجهه أن السؤال عن الشهر لم يكن إلا باعتبار ما وقع فيه من القتال، والمعنى يسألونك عن القتال في الشهر الحرام. وأنشد سيبويه:
فما كان قيس هلكه هلك واحد ** ولكنه بنيان قوم تهدّما

{قُلْ} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت يا محمد والجملة مستأنفة {قِتالٍ} مبتدأ، وساغ الابتداء به وهو نكرة لأنه وصف {فِيهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر {كَبِيرٌ} صفة للقتال {وَصَدٌّ} عطف على قتال فهو مبتدأ وساغ الابتداء به لأنه مندرج لما عطف عليه من معارف {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الجار والمجرور متعلقان بصد {وَكُفْرٌ بِهِ} عطف على صد، والجار والمجرور متعلقان بكفر {وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ} عطف على سبيل اللّه أي وعن المسجد الحرام {وَإِخْراجُ أَهْلِهِ} عطف على صد {أَكْبَرُ} خبر ما تقدم جميعه وجملتها أربعة وأخبر عنها بأكبر لأنه اسم تفضيل يستوي فيه الواحد والأكثر إذا كان مجردا من الألف واللام ومن الإضافة {عِنْدَ اللَّهِ} الظرف المكاني متعلق بأكبر {وَالْفِتْنَةُ} الواو استئنافية والفتنة مبتدأ {أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} خبر والجملة لا محل لها، ويمكن إعراب الواو حالية فتكون الجملة نصبا على الحال، ومن القتل الجار والمجرور متعلقان بأكبر {وَلا يَزالُونَ} الواو عاطفة ولا يزالون فعل مضارع ناقص من أخوات كان والواو اسمها {يُقاتِلُونَكُمْ} فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة خبر يزالون {حَتَّى يَرُدُّوكُمْ} حتى حرف غاية وجر أو للتعليل، ويردوكم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى {عَنْ دِينِكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بيردوكم {إِنِ} شرطية {اسْتَطاعُوا} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والواو فاعل وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله، أي يردّوكم {وَمَنْ} الواو استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ {يَرْتَدِدْ} فعل الشرط {مِنْكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {عَنْ دِينِهِ} الجار والمجرور متعلقان بيرتدد {فَيَمُتْ} الفاء عاطفة ويمت فعل مضارع مجزوم عطفا على يرتدد {وَهُوَ} الواو حالية وهو مبتدأ {كافِرٌ} خبر والجملة الاسمية في محل نصب حال {فَأُولئِكَ} الفاء رابطة لجواب الشرط وأولئك اسم إشارة مبتدأ {حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ} فعل وفاعل والجملة خبر أولئك، وجملة الاشارة في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر من {فِي الدُّنْيا} الجار والمجرور متعلقان بحبطت {وَالْآخِرَةِ} عطف على الدنيا {وَأُولئِكَ} الواو عاطفة وأولئك مبتدأ {أَصْحابُ النَّارِ} خبر {هُمْ} ضمير منفصل مبتدأ {فِيها} الجار والمجرور متعلقان بقوله خالدون {خالِدُونَ} خبر وجملة هم فيها خالدون في محل نصب حال {إِنَّ الَّذِينَ} أن واسمها {آمَنُوا} الجملة لا محل لها لأنها صلة الذين {وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} عطف على ما تقدم {أُولئِكَ} اسم الاشارة مبتدأ {يَرْجُونَ} فعل مضارع وفاعل والجملة خبر أولئك {رَحْمَتَ اللَّهِ} مفعول به، وجملة الاشارة جملة اسمية في محل رفع خبر إن {وَاللَّهُ} الواو استئنافية واللّه مبتدأ {غَفُورٌ رَحِيمٌ} خبر إن للّه.